رئيس التحرير : روزالزهراء ـ مدير التحرير : مجدى شلبى
الامل للبريطاني جورج فريدريك واتس




قد لا تصنف هذه اللوحة ضمن الاعمال الفنية التي تثير الفرح او تبعث الارتياح , لكنها تحمل فكرة انسانية عظيمة و ثير اجمل احساس في بواطن النفس البشرية .
العنوان قد لا يدل على جو اللوحة اذا نرى امراة معصوبة العينين و حافية القدمين و هي تجلس في وضع انحناء فوق مجسم للارض بينما راحت تعزف على اخر وتر تبقى في قيثاة مكسورة .
تتميز هذه اللوحة بترج للالوان المشعة بينما تعابير وجه المراة غامضة الى حد ما , تعبر هذه عن تمسك الانسان بالامل و رفضه الاستسلام للياس فالمراة مستمرة في العزف حتى رغم انه لم يتبقى في قيثارتها سوى وتر وحيد


2- الحرس الليلي للهولندي رامبرانت فان رين






اشهر لوحة لرامبرانت على الاطلاق و تعتبر من اكبر الاعمال الفنية حجما , و كعادته لجا رامبرانت الى الضوء و العتمة لاضفاء حركية على المشهد , اللوحة تصور مجموعة من الحراس الليلين يستدون لمباشرة دوريتهم المعتادة . و قد كلف رامبرانت بانجاز هذه اللوحة من قبل قائد الحرس الذي يظهر في منتصف اللوحة بالملابس و القبعة السوداء , كانت و لازالت هذه اللوحة موضع اهتمام كبير من النقاد و المهتمين بالفن التشكيلي
اذ استطاع رامبرانت بعبقريته ان يصور منظرا و يحوله الى كرنفال صاخب من الضوء و الحركة و الالوان , تتميز هذه اللوحة عن غيرها بكونها تضم 34 شخصية و هذا رقم يندر ان نرى له مثيلا في أي عمل تشكيلي اخر و بالاضافة الى الشخصية المركزية في اللوحة أي قائد الحرس يبرز الى جانبه مساعده الذي يقف متاهبا و حاملا عتاده و هناك ايضا الفتاة الصغيرة باللباس الاصفر و نلاحظ انها ثبتت في ثوبها دجاجة ميتة قد تكون شعارا
للحرس او رمزا لشئ غير معلوم . و قد تعرضت هذه اللوحة للهجوم مرتين الاولى في العام 1975 عندما قام شخص مختل بمهاجمتها بسكين و الثانية في العام 1990 عندما قام رجل اخر برشها بحامض الاسيد و قد لحق باللوحة بعض الاضرار جراء الحادثتين لكنها اصلحت بطريقة مقنعة نسبيا .



3- الصرخة للفنان النرويجي ادفار مونك






اشهر اعمال الفنان ادفار مونك و قد اكتسبت شهرة كبيرة رغم بساطتها الظاهرية . و ربما يعود سبب شهرة هذه اللوحة الى الدراما المكثفة فيها و الخوف الوجودي الذي تجسده .
نرى في اللوحة طريقا يحفه سياج حديدي و عبر الطريق نرى شخصا يرفع يديه بمحاذاة راسه بينما تبدو عيناه محدقتين بهلع و فمه يصرخ . و يلاحظ من خلفه شخصان يعتمران قبعتين و خلفها منظر طبيعي من التلال .
ان ما يميز لوحة الصرخة انها لا تصور حادثة ما او منظر طبيعي بل حالة ذهنية , و قد كتب ادفار مونك في مذكراته شارحا ظروف رسمه هذه اللوحة ( كنت امشي في الطريق بصحبة صديقين و كانت الشمس تميل نحو الغروب عندما غمرني شعور بالكابة و فجاة تحولت السماء الى احمر بلون الدم توقفت و اسندت ظهري الى القضبان الحديدية من فرط احساسي بالانهاك و التعب واصل الصديقان مشيهما و وقفت ارتجف من شدة الخوف الذي لاادري سببه او مصدره و فجاة سمعت صوت صرخة عظيمة تردد صداها طويلا عبر الطبيعة المجاورة )
تحولت هذه اللوحة منذ ظهورها الى موضوع لقصائد الشعراء و صرعات المصممين رغم ان للفنان لوحات افضل منها و اقل سوداوية و تشاؤما .

4- العشاء الاخير للايطالي ليوناردو دافنشي





كانت هذه اللوحة من اشهر الاعمال الفنية في العالم و لا زالت لحد الان رغم تغير الاساليب الفنية و التدهور الفيزيائي الذي تعرضت له , و اهمية العشاء الاخير لا تكمن فقط في الخصائص الفنية و انما تفوق دافنشي التعبيري في تمثيل حدث تاريخي مهم . اجريت على اللوحة عمليات ترميم كثيرة اخرها استغرق عشرين عاما و رغم ان الترميم الاخير عدل في اللوحة الى درجة ما لكنه ساهم في اطالة عمرها لتتمكن الاجيال القادمة ان تراها و تقدر الابداع المبذول فيها . رسم دافنشي اللوحة بناء على طلب دوق ميلانو الذي اراد من الفنان تصوير تلك الواقعة التاريخية المهمة و قد استغرق دافنشي 18 سنة لاتمام اللوحة .
العشاء الاخير تصور المسيح جالسا على مائدة مع حوارييه الـ 12 الذين يظهرون بانفعالات مختلفة .
تعد العشاء الاخير اعظم مثال تم ابداعه عن منظور النقطة الواحدة فنلاحظ ان كل عنصر في اللوحة يوجه اهتمام الناظر مباشرة الى وسطها الى السيد المسيح ذاته و هذا يظهر عظمة اسلوب دافنشي في رسم اللوحة .
تكشف اللوحة ردود فعل الحواريين التي كانت مزيجا من الصدمة و الغضب عندما جمعهم السيد المسيح و اخبرهم بالخيانة من احد الحواريين التي ستحدث قبل شروق الشمس .
بالاضافة الي السيد المسيح فان الشخصية البارزة في اللوحة يهوذا الخائن الخامس من اليسار و قد رسم دافنشي وجهه في الظل بينما خلفه مباشرة بطرس بلحية بيضاء و وجه غاضب يتحدث الى يوحنا الذي يظهر بملامح انثوية .
ظلت هذه اللوحة محط انظار جميع متابعي الفن التشكيلي و قد اثيرت ضجة كبيرة في الفترة الاخيرة بعد صدور رواية شيفرة دافنشي التي ادعى كاتبها ان ليوناردو حاول توصيل رسالة الى العالم عبر هذه اللوحة .


5- ليلة مرصعة بالنجوم فوق الرون فان كوخ





في هذه اللوحة الرائعة يحاول الفنان رسم تاثيرات الاضواء المشعة من السماء و تلك المنبعثة من المصابيح الاصطناعية التي اكتشفت للتو انذاك محاولا الامساك بانعكاسات الوانها وخطوطها و ظلالها على مياه النهر الزرقاء . و من الجدير بالذكر ان هذه اللوحة كانت محط اهتمام و اعجاب علماء الفلك الذين درسوها و حللوها ليصلوا الى ان فان كوخ كان دقيقا في تحديد موقع كل نجم في اللوحة ما يؤكد انه رسمها ليلا في الهواء الطلق و على ضفة النهر القريب من منزله .اكثر ما يلفت الانتباه في هذه اللوحة هو الوهج الاخاذ الذي يضئ كل جزء و كل تفصيل فيها , و كذلك امتداد الانعكاسات على صفحة المياه بالوانها المبهرة . و عدا هذا المنظر نرى جسر و صخور و ابراج و ابنية تلوح من بعيد و كذلك رجل و امراة يظهران في مقدمة اللوحة يتمشيان على ضفة النهر و هذا يضيف لمسة واقعية الى اللوحة . ان افتتان فان كوخ اللافت بالليل و النجوم ربما يعزى الى حقيقة انه كان يجد في السماء و النجوم ليلا بعض ما يخفف عن احساسه بالوحدة و الاكتئاب . او ربما كان يجد فيها عالم موازي لعالمه الخاص و يجد فيها ملاذ يهرب اليه من بؤس الواقع و قسوة الحياة .